خاص

الفراغ اللبناني عبر التاريخ: عراقيل محليّة!

كلما اقترب أي استحقاق دستوري في لبنان من توقيته… تبدأ وسائل الإعلام المحلية بالسؤال عن إمكانية إجراء هذا الاستحقاق وأبرز العراقيل التي قد تواجهه..

وخلال الأسابيع الماضية فشلت الحكومة اللبنانية وخلفها البرلمان يإجراء الانتخابات البلدية والاختيارية وتم تأجيل الاستحقاق الدستوري الذي لا يقل أهمية عن أي استحقاق آخر..

ومنذ سبعة أشهر وحتى اليوم, يسود الفراغ سدة الرئاسة اللبنانية.. بعد فشل 12 جلسة للبرلمان بانتخاب رئيس جديد للجمهورية خلفا للرئيس السابق ميشال عون, الذي أتى هو الآخر بعد فراغ كان الثالث والأطوال في تاريخ لبنان, حيث دام لعامين وخمسة أشهر، بعد انتهاء ولاية ميشال سليمان في مايو 2014..

وعلى مدى 79 عاما لم تنتقل السلطة من رئيس إلى آخر بطريقة سلسة، أو في سياق انتخابات رئاسية طبيعية، إلا خلال عهدين فقط من أصل 13, إذ طبعت نهايات معظم العهود صراعات وحروب وفراغات، كان معظمها ينتهي بتسويات داخلية أو إقليمية ودولية تؤدي لانتخاب رئيس جديد.

الفشل اللبناني المستمر وعدم احترام الدستور والالتزام به… دائما ما ينسبه محللون محسوبين على الطبقة الحاكمة إلى أسباب خارجية وإقليمية… لكن الفراغ اليوم يؤكد أكثر من أي وقت مضى أن العراقيل في انتخاب رئيس جديد سببها داخلي بحت…

فالمنطقة تشهد فترة تقارب سياسي لم تسبق في التاريخ.. حيث تتوالى الدول العربية وغير العربية إلى تصفير مشاكلها وبناء علاقات سياسية واقتصادية جديدة.

في مقابل ذلك, يشير مصدر سياسي في المعارضة اللبنانية لـ”الموقع 360″ إلى أن الفراغ الرئاسي في لبنان مستمر لسببين داخليين.

الأول هو المحاصصة على المناصب في العهد الجديد, حيث كشف المصدر أن التيار الوطني الحر رتّب حزمة مطالب تتضمن مناصب رفيعة وحقائب وزارية أبرزها الخارجية يريدها من “حصته” وسلّمها لحزب الله, مقابل انتخاب مرشح الحزب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية…

أمام السبب الثاني للفراغ, فيتمثل بموقف المعارضة التي تريد رئيسا لا يخضع لحزب الله ولا يطبق أجندته… وهذا ما يدفع بالحزب إلى رفض أي اسم ترشّحه المعارضة.

إذن, شلل الحياة السياسية اللبنانية محليّ الصنع, والتحدي أمام البرلمان اليوم ليس بانتخاب رئيس يملأ كرسي بعبدا… بل بانتخاب منقذ للبلد الذي تأكله الأزمات والانهيارات من جنوبه حتى أقصى شماله…

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل حاجب الإعلانات لرؤية محتوى الموقع.